ديوان الحطيئة


نبذة عن الشاعر :

جرول بن أوس بن مالك العبسي، أبو مُليكة. شاعر مخضرم، أدرك الجاهلية والإسلام. كان هجاءاً عنيفاً، لم يكد يسلم من لسانه أحد. وهجا أمه واباه ونفسه. واكثر من هجاء الزبرقان بن بدر، فشكاه إلى عمرو بن الخطاب، فسجنه عمر بالمدينة، فاستعطفه بأبيات، فأخرجه ونهاه عن هجاء الناس، فقال: إذاً تموت عيالي جوعاً!. له (ديوان شعر - ط) ومما كتب عنه (الحطيئة - ط) رسائل لجميل سلطان.


نبذة عن الكتاب :

رأيتُ الحطيئة في ديوانه على الدوام ينشد المثل العليا ومكارم الأخلاق مِن كرمٍ وإقراء الضيف وسعي في الخيرات، ولا يمدح إلا حقًا وأبيات المديح لديه صادقة غاية الصدق، مثلما هي أبيات الهجاء!، وهو يأنف كل الأنفة من مدح وطلب نوال من يفتقد فيه هذه الخلال المثالية!، ولا يبدي اهتمامًا كبيرًا بالمال ويعطي لكل ذي قدر قدره ..


أتقن الهجاء حتى خافه الناس واضطر كل فرد إلى بذل ما في طاقته لتجنب هجائه حتى أن الخليفة عمر بن الخطاب قرر أن يشتري منه أعراض الناس جميعاً بثلاثة آلاف درهم. وأغرب ما في هذا الشاعر أنه لم يجد مرة من و ما يهجوه فصادف أن شاهد وجهه في بئر فقال:


أبت شفتاي اليوم ألا تكلما بشر فما أرى لمن أنا قائله

أرى لي وجها شوه الله خلقه فقبح من وجه وقبح حامله

لم يتوقف عند هجاء نفسه بل تجاوز ذلك إلى أمه فيقول:


جزاك الله شراً من عجوز ولقاك العقوق من البنينا

أغربالاً إذا استودعت سراً وكانوناً على المتحدثينا؟

تنحي، فاجلسي مني بعيداً أراح الله منك العالمينا

حيا بك ما علمت حياة سوء وموتك قد تسر الصالحينا


ديوان مليء بالطرائف والنوادر والعبر،تتجلى فيه عظمة و جزالة اللغة العربية الأصيلة.



إقتباسات ديوان الحطيئة :

السعادة و التقى


ولست أرى السعادة جمع مالٍ

          ولكن التقيّ هو السعيد

وتقوى الله خير الزاد ذخرا

          وعند الله للأتقى مزيد 

و ما لا بد أن يأتي قريب

          و لكن الذي يمضي بعيد 

ــــــــــــــــ

فلا تخشهم 


إذا خافك القوم اللّئام وجدتهم 

          سراعا إلى ما تشتهي و تريد 

و إن آمنوا شر ٱمرئ نصبوا له

          عداواتهم إما رأوه يحيد 


تحميل الكتاب


إرسال تعليق

2 تعليقات