التربية مشكلة العصر: كيف يتعامل الأباء مع أبنائهم


أنا إنسان عاطفي و حساس.. لماذا؟

من خلال تربيتنا تتحدد فينا كثير من الأمور منها هذه المشاعر، و بذلك نجد : إنسان خجول جدا، إنسان متعصب، إنسان حساس ... إلخ 

و هكذا أعتبر أن التربية شيء مهم جدا لأنها تحدد شخصية الإنسان طوال حياته بل وأجيالا متوالية على سبيل المثال:

أب عانى في صغره وكانت تربيته قاسية ستصبح تربيته لأولاده مرتخية وليس فيها حزم، أي شيء يطلبه أولاده سيوفرها لهم أو سيوافق عليه وكأنه يعوض الحرمان الذي عاشه في صغره ولا يريد  لأبنائه أن يعيشوا نفس التجربة القاسية التي مرّ منها، هنا يمكن أن نسمّي هذه التربية تربية معاكسة التي سيترتب عنها نفس النتيجة و هي تربية غير سليمة اللتي سيتأثرون بها ، ولو أن نية الأب كانت سليمة في أصلها إلا أنها لم تكن مدروسة أو بالطريقة الصحيحة التي يجب أن تكون .


شخصيا دائما ما تنتابني فكرة أن يكون هناك كتاب يعالج التربية بطريقة عملية مبسطة وليست مجرد حبرا على ورق، ومن الضروري على الأباء أن يقرأوه ويتعلموا منه لأن الشجرة التي تنمو مائلة تبقى مائلة طوال حياتها، خاصة أن التربية صارت مشكلة العصر.


بعض الأمور التي أنتقدها في التربية :

عندما يرتكب الإبن شيئا يستحق أن يعاقب عليه، فإننا نأمره أن يذهب ليراجع دروسه، هنا أصبحت الدراسة أداة عقاب، كيف ترغبون أن يكون ناجحا في دراسته وهي بمثابة عقاب، شيء بات يتأفف منه.


وعندما نعاقب أبنائنا علينا أن نعرف ما هو المبتغى من ذلك العقاب، هو تأديبهم و تحسين سلوكهم. فعندما تفرض عليه قيام بعض المهام أو تقوم بحرمانه لمدة معينة من أشياء يحبها كمشهادة التلفاز مثلا، فأنت توضح له أنه فعل شيئا يستحق عليه أن يعاقب دون أن تصرخ عليه أو تتلفظ بكلمات سيئة أمامه أو تنعته بألقاب مسيئة و تسبه و تشتم ، نحن نعاقب أبنائنا ولا نكرههم فهم أبنائنا ، لذلك لا ينبغي أن يشعروا أنهم سيئين و مكروهين و أنهم عالة على العائلة.


أشياء كثيرة لا ينبغي أن تكون مثل مقارنة إبنك بإبن الجيران أو بأحد من العائلة أو صديق له .. فأنت تولّد فيه البغض لهذا الشخص و الشعور بالنقص و أن الآخر هو دائما أفضل منه، ثم إن قدرات الإنسان متفاوتة فالأب الذي يقول لإبنه : أنا لما كنت في مثل عمرك كنت الأول في الصفّ ... فأقول له: هتلر عندما كان في مثل سنك كان رئيس ألمانيا...


وهنا سأتوقف رغم أن الكلام طويل جدا لكن سأقول لكل من يهتم بتربية أبنائه تربية حسنة، عليك أن تراجع أساليبك و تصحح الكثير من الأشياء التي لا تلقي لها بالا، لأنه ربما قد تراها أمورا بسيطة إلا أنها تأثر بشكل كبير على أبنائك.


أبنائك يحتاجون حبك و عاطفتك، ثقتك فيهم، وأن تقدم لهم بعض المسؤوليات حتى ولو كانت مسؤوليات بسيطة، كي يشعروا أن لهم دورا في العائلة ولتنمّي فيهم حسّ المسؤولية لما يكبرون، يحتاجون لسندك... 


أعتقد أن كل شخص عليه أن يفكر  في التربية قبل أن يتزوج وإن لم يكن قادرا على التربية فالأفضل أن لا يتزوج.

إعتبر كلامي هذا موجها لك من إبنك 


رفيق دحماني


إرسال تعليق

2 تعليقات