تحرر من قيودك


تحرر من قيودك، فدومًا نحن من يضعها، ويصنعها.


يقول د. إبراهيم الفقي- رحمة الله عليه- "لا يوجد للإنسان قيود سوى ما يضعها لنفسه".


صديقي! الإنسان طير الألومنيوم في الهواء،  وصعد القمر،  وتسكع في الفضاء الخارجي،  وشرع في التفكير في العيش على المريخ، وتواصل عبر قطعة حديد مع من يسكن الجانب الآخر من القرى الأرضية،  وأنت تضع نفسك في أساور حديدية،  تُقيد بها نفسك.


تقيد نفسك بعمر فلا تنجز شيء،  تقول أنك صغير،  فلا زال أمامي وقت،  ولا زلت لا أقدر على التحمل،  فأقول " قاد أسامة بن زيد، الجيش الإسلامي،  وهو ابن التاسعة عشر"


وإن كنت تعتقد هرمك وكبر سنك يمنعك من النجاح،  فأقول " قاد عمرو بن العاص الجيش الإسلامي،  وهو ابن الستين".


أنت من يضع القيود،  حينما تقارن نفسك بغيرك،  ففك ذاك القيد عن عنقك،  ولا تقارن نفسك، سوى بنسختك القديمة،  فإن تحسنت فأمضي قدمًا، وإن تراجعت،  فقف،  وعد توازنك.... ولكن على كل حال لا تقارن نفسك بأحد،  فالظروف لكل شخص غير متشابهة،  كذلك الشخصيات،  والظروف التي تكونت فيها تلك الشخصيات.


حينما ذكرت مثال لأسامة بن زيد،  وعمرو بن العاص، فكان هذا لتدرك أنه ليس للإنجاز والتقدم عمر معين،  وأن تنفض عن عاتقك غبار التسويف،  بحجة حتى يأتي الوقت المناسب،  فالوقت المناسب لن يأتي أبدًا، فنحن من نصنع الوقت المناسب،  وليس هو من يأتي.


تضع لنفسك قيود،  حينما تنتظر رأي الناس وتقيمهم،  وتتقدم تبعًا لآرائهم،  عوضًا عن اجتهادك،  حتى إجبارهم على ما تريد أن يُقال بك.


تضع لنفسك قيود حينما تلهو فيما لا يفيد،  عوضًا عن الجد في تطوير الذات.


ونهاية؛


لا حد لقوة الإنسان،  ولا حد لمقدرة تحمله،  فقط ضع في نفسك أنك تستطيع،  وضع في ذهنك ذلك.


فأحيانًا نقول إن حدث هذا،  لن أتحمل،  وتجده يحدث،  وتتخطاه،  ويمر بعد وقت ما بسلام،  ففي نفسك ثنايات قوة،  لا تدرك ولا تعرفها،  ففتش في نفسك عن مخابئ القوة،  وارتقي بها،  فلا يصعب على الإنسان سوى الموت، ولا يقدر على إيقافه عند حده سواه،  ولا حتى المرض،  يستطيع إيقاف الإنسان،  فكثير من المرضى أبهرونا بما أنجزوا،  فقط لأنهم انشغلوا عن الناس،  بالبحث في خبايا أنفسهم،  وتحلوا بالإصرار، والمثابرة وعدم الاستسلام.


خلود عاشور


إرسال تعليق

1 تعليقات