يحكى أنه في يوم من الأيام سُئِل أحد الحكماء عن الفرق بين من يتلفظ بالحب فقط و من يعيشه حقاً ؟ فكر الحكيم قليلاً ثم قرر ألا يجيب على الفور على السائلين، و بدلاً من ذلك دعاهم إلى وليمة عظيمة في منزله، وبدأ بالذين لم تتجاوز كلمة المحبة شفاههم ولم ينزلوها بعد إلى قلوبهم، جلس الحكيم إلى المائدة وجلسوا هم من بعده ثم أحضر الحساء وسكبه لهم و أحضر لكل شخص من الحضور ملعقة بطول متر واشترط عليهم أن يحتسوا الحساء بهذه الملعقة الغريبة !
حاول الجميع جاهدين أن يتناولوا الحساء باستخدام هذه الملعقة ولكنهم لم يتمكنوا أبداً، فكل منهم لم يتمكن من إيصال الحساء الي فمه دون أن يسكبه على الأرض، وقاموا من المائدة جائعين في هذا اليوم .
قال الحكيم : حسناً و الآن إنتظروا وتأملوا .. دعا الحكيم الأشخاص الذين يحملون الحب داخل قلوبهم إلى نفس المائدة، و أعطاهم نفس الملاعق الطويلة، تلألَأَ وجه الحضور بالمحبة والودّ، وبدأ كل منهم يأخذ ملعقته ويملأها بالحساء ثم يمدها إلى أحد جيرانه الموجودين بجانبه ويعطيه الحساء، وبهذه الطريقة شبع الجميع وحمدوا الله عز وجل وقاموا من المائدة شبعانين .
ابتسم الحكيم في ثقة وقال : هذه المائدة تمثل الحياة بأكملها .. من يفكر على مائدة الحياة أن يُشبِع نفسه فقط فسيبقى جائعا ، ومن يفكر أن يشبع أخاه سيشبع الإثنان معا! فمن يعطي هو الرابح دوما لا من يأخذ فقط، هذا هو الحب إنه فن العطاء والإيثار والتفكير في الطرف الآخر قبل التفكير في النفس .
1 تعليقات
جميلة
ردحذف