كيفَ المآلُ إذا تكونُ الحالُ
بالجوعِ تَقضي نِسوةٌ ورِجالُ
هذا الضعيفُ أمامَكم مُستَرحِماً
يرجو النَّوال فهل لديكَ نَوالُ
هذا أبو الأيتامِ خلفَك سائِلاً
وأبو اليتَامى دَأبُه التَّسآلُ
فَعَسَاكَ تُشفِقُ من ألِيمِ عَذابِه
وإذا فعَلتَ فرَبُّنا فَعَّل
آه لأرملةٍ تقود صغارها
والدمع من أجفانهم هطال
آهٍ لَها آهٍ لها آهٍ لَها
لو كانَ يُجدي آه حينَ يُقالُ
ظلَّت تَطوفُ على الأكُفِّ بهم وما
أجداهمُ الإدبارُ والإٍِقبالُ
حتى إذا ما الليلُ أقبلَ كاشِراً
مُتَبِّيناً من منهمُ يَغتالُ
وجرت دموعُ اليأسِ فوقَ خُدودهم
واليأسُ تَعلمُ أنَّه قَتَّالُ
نَظروا السماءَ بأعينٍ مُبتَلَّةٍ
وعلى التُّرابِ لهم فِراشٌ مَالوا
فَيبيتُ يغزو بالسُّمومِ جُسومَهم
أما الجَليدُ فَللجلودِ وبَالُ
آهٍ لأطفالٍ صِغارٍ أوشَكَت
بالجُوعِ تَقضِي نَحبَها الأطفالُ
آه لأطفال تجود بنفسها
في حجر أمٍّ دمعها سيال
آهٍ لأشياخٍ تَفانى جِسمُهُم
فكأنهم لِشُحوبِهم أطلالُ
عارٌ علينا أن تَموت ضِعافُنَا
جوعاً وتفضُلَ عندنا الأموالُ
إخوانَنا ألله في إخواننا
فبِبَطنِهم تَتَقَطَّعُ الأوصَالُ
ألله في البؤَساءِ إنَّكَ مِنهُمُ
لولا كريمٌ واهبٌ مِفضالُ
لا فرقَ بينكمُ وبينهمُ سِوى
أنتم ذَوو مالٍ وهُم لا مالُ
ولَكَم مُقِلٍّ قبلُ أصبحَ ذا غِنىً
وأخِي غِنىً قد نابَهُ الإقلالُ
قد ساءتِ الأحوالُ لكن ما نرَى
منكم به تَتَحَسَّنُ الأحوالُ
جمعٌ لنورِ الهَدي نُورٌ واهتِدا
وَلذِى الضَّلالِ مَسَبَّةٌ وضَلالُ
حققتمُ الآمالَ في إخوانكِم
حاشا تَخيبُ لديكمُ الآمالُ
سَألوا فلَبَّيتُم سُؤالَ ذَويكمُ
ما ضاعَ بين المُسلمينَ سُؤالُ
ضاءت قلوبُكمُ بنورِ هِدايةٍ
إيَّاكمُ أن يَعتَريه مَلالُ
سِيمَا وبَاشانا وكَهفُ مَلاذِنا
ألقولُ قَولٌ والفِعالُ فِعالُ
ما القولُ قَولٌ عِندَه إن لَم تكُن
منكم بِهِ قَد شُفِّعت أعمالُ
ولَقد رأيتُم منهُ صولَةَ ضَيغَمٍ
في رِقَّةٍ هىَ للزُّلالِ زلاَلُ
ورأيتُمُ رُوحا أخفَّ مِن الوِصا
لِ على مُحِبٍّ طالَ عنه وِصَالُ
ورَأيتُم إخلاصَه ورأيتُم
منهُ الذِي به يَستسِرُّ الحالُ
فَتآزرُوا وتَناصَرُوا مِن حولِه
إنَّا النُّجومُ وإنهُ لهِلاَلُ
وبِحقِّه وبحقِّكُم قولُوا معِي
لِيُدم له الإعظامُ والإجلالُ
قصيدة : محمد بن إبراهيم المراكشي
0 تعليقات