اشهر محتال في التاريخ


أشهر محتال في التاريخ .. باع برج إيفل مرتين!


فيكتور لوستيج .. المحتال الذي باع برج إيفل مرتين!


فيكتور لوستيج، هو "نصاب" احترف السرقة وانتحال الهوية، وعُرِف بأنَّه أخطر محتالي القرن العشرين؛ ليس لأنَّه باع  برج إيفل، بل لأنَّه نجح في ذلك مرتين!

 


محتال منذ الصغر


وُلِد «فيكتور لوستيج» في 4/ 1/ 1890م، في مدينة هوستين التشيكيَّة لأسرةٍ فقيرة؛ إذ يبدو أنَّه قرَّر من البداية ألَّا يكون حاله مثل حال أفراد عائلته، حتى وإن تطلَّب الأمر قيامه بأعمالٍ غير مشروعة، اعتمادًا على دهائه الواضح.

 

مارس فيكتور -منذ كان مراهقًا- الكثير من الأعمال الإجراميَّة التي قادته إلى كسب الأموال صغيرًا، فاحترف السرقة والسطو على المتاجر، بل ولجأ إلى زيادة مكاسبه عبر الغشِّ خلال لعب الأوراق، ليس فقط بسبب ذكائه بل كذلك لمظهره الجذَّاب وكلامه المعسول، الذي زاد من صعوبة التصديق بأنَّه مجرمٌ بالفطرة.

 

أصبحت جرائم فيكتور أكثر جرأة مع دخوله مرحلة الشباب، فزوَّر الأموال وفبرك سباقات للخيول، بالإضافة إلى إجراء عمليَّات بيع وهميَّة بالسوق العقاريَّة، إلَّا أنَّ جريمته الأشهر التي صُنِّفت أنَّها واحدةٌ من أغرب الجرائم في التاريخ، تمثَّلت في الظفر بالأموال عبر بيع برج إيفل، ليس لمرَّةٍ واحدة بل مرَّتين.

 


كيف باع «برج إيفل»؟!


وصل فيكتور إلى العاصمة الفرنسية باريس في عام 1925م، حيث كانت الحرب العالمية الأولى قد انتهت منذ سنوات، إلَّا أنَّ آثارها الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة ظلَّت باقية كما هي، وهو ما أدركه فيكتور الشاب وحفَّزه على استغلال تلك البيئة الصالحة للنصب والاحتيال.

 

علم فيكتور بتدهور حال برج إيفل، الذي ربَّما أصبح أقرب للسقوط من وجهة نظر البعض، نظرًا إلى زيادة تكاليف إصلاحه عن الحدِّ المسموح به في تلك الأيَّام الصعبة، لذا فاستغلَّ تلك المعلومة، واتَّجه صوب فندق كريلون الشهير بباريس، ليُقابل مجموعةً من أكبر تجَّار المعادن في فرنسا، ليس كمحتالٍ بارعٍ أو حتى رجل ثلاثيني عادي، بل كممثِّلٍ للحكومة الفرنسيَّة، على عكس الحقيقة بالطبع.

 

لم يكن من الصعب أن يصدق أحد فكرة بيع برج إيفل، نظرًا إلى أنَّه كان في حالةٍ سيِّئةٍ بالفعل، لذا اقتنع التجار أنَّ البرج الباريسي سوف يُباع وأنَّ الأفضل لهم أن يشتروه في أقرب وقتٍ ممكن، فيما نصحهم بضرورة إبقاء الأمر سرًّا، وهو ما نال رضا التجار الذين انطلت عليهم الخدعة.

 

اشترى أحد التجار البرج من فيكتور في صفقةٍ وهميَّة، فاز من خلالها المحتال المحترف بالأموال، فيما لم يتمكَّن التاجر من استعادة أمواله أو حتى الإبلاغ عن سرقتها، خوفًا من التعرُّض للإذلال من المنافسين، إلَّا أنَّ الأغرب من ذلك هو نجاح فيكتور -بعد مرور فترةٍ ليست بالطويلة- في تكرار تلك العمليَّة مع تجَّارٍ آخرين، اعتمادًا على عدم رواج أو شهرة قصَّة النصب الأولى، ليكون بهذا قد نجح في بيع برج إيفل مرَّتين.


استمرَّ فيكتور في نشاطه الإجرامي لسنوات، حتى نفَّذ عمليَّة نصبٍ ضدَّ مسئولٍ أميركي، ما وضعه تحت أنظار الشرطة إلى أن سقط في قبضتهم في عام 1935م، ليتوفى في محبسه بعد ذلك وتكون تلك هي النهاية الطبيعيَّة لرجلٍ عُرِف كأحد أشهر محتالي القرن العشرين.


إرسال تعليق

2 تعليقات